غرائزه وتكف عن دعوتها. ويرتجل الآراء ويفترض الأحكام والانسان البدائي يرتجل آراءه ايضاً ويفترض ، وقد يحار ويرتبك مثله سواء بسواء ، فما هو ميزان الرجعية اذن ؟.
انهم يهزلون حين وضعوا هذا التفسير على ما يبدو ، ونتائج الفكر الانساني وتطور السلوك الاجتماعي كالهرم لا تثبت له قمة ما ترس تحته قاعدة ومالم تقم على القاعدة أضلاع متينة تشد البناء وترتفع بالقمة.
* * *
والطعن على الدين بأنه يمنع للمحترفين سخفهم ويحرم على الامة مناقشتهم ؟.
إنها كذلك تهمة صلعاء وفرية مفضوحة. والقرآن الكريم يقول في ابطال هذا الأفك :
( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (١).
ويقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (٢).
ويقول : ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم
__________________
١ ـ النحل ، الآية ١١٦ ، ١١٧.
٢ ـ البقرة ، الآية ١٥٩.