وجهة اخرى فهو منحرف. هذا هو المعنى الاصلي للتقدم والرجوع والجمود والانحراف.
ويولد الانسان في هذه الدار فيبتديء شوطه في الحياة ، ويبتدىء نموه الطبيعي في مختلف أجزاء جسده ، ولا يمكن له في هذا الشوط أن يرجع ولا يمكن له أن يقف ، ولا يمكن له أن ينحرف لأنه غير مختار في ذلك. ويبتدىء نموه الطبيعي في الشعور والوعي. ولا يسعه في هذا الشوط كذلك أن يرجع ولا يسعه أن يقف أو ينحرف لأنه غير مختار في هذا أيضاً.
ويبتدىء ـ مع الأيام ـ نشاطه الفكري الاختياري ، ويبتدىء كذلك سلوكه الانساني الارادي ، يبتدىء من الانسان الطفل الى الانسان الرشيد الكامل الانسانية.
وهنا في هذين الشوطين يستطيع الانسان ـ لأنه مختار في سلوكه ـ أن يسير نحو الغاية فيكون متقدماً ، وأن يقف في بعض الطريق فيكون جامداً ، وأن يتقهقر الى سلوك الطفولة فيكون راجعاً ، وأن يخرج عن الخط المستقيم الذي يبلغه الغاية فيكون منحرفاً.
والمجتمع كالفرد في هذه الأشواط وهذه الاقسام ، وهو متقدم اذا انطلق في خط الرشد الانساني والاجتماعي ، وهو متأخر إذا رجع الى أوهام الطفولة الاجتماعية وأحلامها ، وهو جامد واقف اذا استمسك ببعض المظاهر فشغل بها عن السعي ، واكتفى بناتجها عن الغاية ، وهو منحرف اذا سلك سبيلا لايوصله اليها.
هذه هي التفاسير الواضحة لهذه المفاهيم
، وعليها يجب ان نعتمد في تقدير الأشياء وفي ايتائها ماتستحقه من الاوصاف والأحكام ، فكل مادفع