وهب أنهما اختلفا لديك في الشهادة على أمر فبأي الشهادتين تثق ؟
قد يسف عاقل فيتردد أيجب أن يكون للبشر دين أم لا يجب ؟ وقد يتردد ايجب أن يكون الدين شاملا لجميع أصناف الناس أو أن يكون متسعاً لجميع شؤونهم أم لا يجب ان يكون كذلك. ولكن لن يتردد أحد من الناس في أن التدين أقوى سبب يوجب الوثوق بالمعاملة ، وأملك باعث يقتضي الطمأنة بالصدق ، وأمنع وازع يحدو على الوفاء بالحقوق والأداء للأمانة. ومحاكم الدنيا كافة وقضاة العالم اجمع تتفق على هذا الرأي ، فمن الامور التي لاريب فيها عندهم أن شهادة الرجل المتدين ـ وان يكن وثنياً ـ أدنى الى الصدق من شهادة أيٍّ سواه.
والتفسير المقبول لهذه الثقة أن الدين هو الطب الواقي من أدواء الخلق ، والدواء الناجع لعلل المجتمع ، فالمستمسك بهداياته والسائر في أضوائه يكون أبعد الخلق عن الأدواء واقربهم الى الصحة ، وأحراهم بالسيطرة على أهواء النفس ، والارتفاع بالغرائز الدنيا. وتأريخ الأديان بينة أخرى على صحة هذه الدعوى.
أقول هذا وأعني تأريخ الاديان عامة لاخصوص أديان السماء ، وأي دين من الأديان ـ مهما كان مختل الأركان فاسد الأجهزة سقيم التعاليم ـ لم يبعث الى الخير ، لم يدع الى البرّ ، ولم ينهج بأتباعه الى الصلاح ؟.
أي دين من الاديان لم يرم الى هذا الهدف ، ولم يجر نحو هذا المدى وإن يكن سعيه في نطاق ضيق وفي مجال محدود ؟
* * *
والآيات الكونية المنتشرة ملء الأكوان
وملء الزمان ، أترى أنها سند