الترتيب على حروف المعجم في الأسماء ، وأسماء الآباد والأجداد ، فانه أول من سلك هذا المسلك من أصحابنا ، وتبعه من بعده إلى اليوم ، وقال في أول كتابه : « وهذه لجة لم يسبقني أحد من أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ إلى خوض غمرها ، وقاعدة أنا أبو عذرها » .
وهو كمال قال : والرجاليون منا ومن غيرنا وإن رتبوا كتبهم على حروف المعجم إلا أن ذلك الترتيب كان ناقصاً ، فهم يذكرون حسن قبل حسان ، وحسن بن علي قبل حسن بن أحمد ، وهو أول من التفت إلى هذا النقص وتداركه من أصحابنا ، أما من غيرنا فلست أعلم أول من فعل ذلك ، وهذا يدل على جودة قريحته وحسن تفكيره ، ثم هو أول من رمز إلى أسماء الكتب والرجال في كتب الرجال من أصحابنا وتبعه من بعده إلى اليوم طلباً للأختصار ، ولكن قد يوقع في الاشتباه ويحتمل أن يكون بعض الأغلاط التي وقعت في كتاب منشؤه ذلك ، فهو وإن أحسن في ذلك الترتيب وأتى بما لم يسبق إليه لكنه وقع في تلك الأغلاط بسبب قلة المراجعة وامعان النظر ، قال ذلك سيدنا المحسن الأمين في الأعيان .
واعتذر صاحب ( رياض
العلماء ) عنه ( بان نقله من كتب الأصحاب ما ليس فيها ليس مما فيه طعن عليه إذ أكثر ذلك نشأ من اختلاف النسخ وزياد المؤلفين في كتبهم بعد اشتهار بعض نسخها بدون تلك الزيادة كما يشاهد في مؤلفات معاصرينا أيضاً ، ولا سيما كتب الرجال التي يزيد فيها مؤلفوها الأسامي والأحول يوماً فيوماً ، ورأيت نظير ذلك في فهرست منتجب الدين ، وفهرست الشيخ الطوسي ، ورجال النجاشي وغيرها ، حتى أني رأيت في بلدة ( ساري ) نسخة من خلاصة العلامة كتبها تلميذه في عصره وعليها خطه ، وفيها اختلاف شديد مع النسخ المشهورة ، بل لم يكن فيها كثير من الأسامي والأحوال المذكورة في