عقيدة نيقية القسطنطنية على أنها موثوقة رسميا ولاتقبل المناقشة ، والكلام ضد الثالوث يعتبر كفراً ، ومن يقترفه يستحق حكماً يتراوح بين التشويه والموت !
وهكذا فقد استدار المسيحيون ضد المسيحيين يشوّهون ويذبحون الآلاف بسبب الاختلاف في الرأي.
ورغم أن العقوبات القاسية التي مورست في أوقات سابقة قد توقفت الآن ، فإن الجدل حول عقيدة التثليث استمر حتى وقتنا الحاضر ، وعلى أيّة حال فإن غالبية المسيحيين لايبالون في هذا الجدل ، ويقفون بثبات وراء هذا المعتقد الاساسي من ديانتهم (١).
هكذا أصبح التثليث معتقداً أساسياً للمسيحية لكنه لا يستند إطلاقاً على قاعدة من الكتاب المقدّس ... إنّه من عمل الانسان أصلاً. وهو مثل آخر على الكيفية التي اقتبست بها العقائد الوثنية في الدوغما (العقيدة) المسيحية من أجل أن تُصبح المسيحية أكثر استساغة لأقوام وثنيين.
والاغلبية من المسيحيين عندما يطلب منهم أن يفسروا هذا المعتقد لا يستطيعون أن يجيبوا بأكثر من « إنني أعتقد بهذا لأنني أمرت أن أعتقد به » ، وهم يفسّرونه بأنه « سرّ » (من أسرار الدين يعرفه المرء بالإلهام وحده ولا يستطيع أن يفهمه فهماً كاملاً).
وحتى مؤسس هذا المعتقد واجه بعض الاشكالات في فهمه : فقد قيل إن أثاناسيوس ، وهو المطران الذي صاغ معتقد الثالوث ، قد اعترف بأنه كلما كتب
_______________________
(١) نظرة عن قرب في المسيحية : ٣٨.