الفصل الثالث معالم في القرآن الكريم
(١)
تاريخ القرآن
إذا كان البحث في تاريخ التوراة والانجيل قد أثبت قضايا مثيرة للدهشة ، تؤكد تدخل الكتّاب في تبديل بعض النصوص ، وإلغاء نصوص أخرى. بل في وضع مواد كاملة ليست من وحي السماء ولا من حديث الأنبياء ، فإن الأمر مع القرآن الكريم مختلف تماماً.
لقد امتاز القرآن الكريم منذ البداية وعلى امتداد نزوله بمزية لم تكن لغيره من الكتب السماوية ، وهي مزية الحفظ والتلاوة المكررة ، والتنافس فيها ، إضافة إلى مزية التدوين المباشر لما ينزل من الوحي ، وبأمر الرسول صلىاللهعليهوآله. ساعد على ذلك تدرج القرآن الكريم في نزوله ، آية أو آيتين ، أو بضع آيات ، أو سورة واحدة قصيرة أو متوسطة ، يتلوها الرسول على مسامع أصحابه ، فيتنافسون في حفظها ، ويأمر هو كتّاب الوحي الذين عينهم لهذا الشأن بتدوينها.
وساعد عليه أيضاً الموقع الفريد للقرآن
الكريم في قلوب المسلمين ، فهم