يرتعدوا من هذه الصور ، حتى وهم يقرأون في مزامير داود مناجاته ، وهو يخاطب ربه سبحانه وتعالىٰ ، قائلاً : « عن شريعتك لم أَمِلْ ، أما أنا فلم أترك وصاياك ، من كل طريق شرٍّ منعتُ رجلي ، لكي أحفظ كلامك ، عن أحكامك لم أمِل ، لأنك أنت علمتني .. أما وصاياك فلم أضلّ منها » (١).
فكيف يليق أن تنسب تلك السفاسف الى صاحب هذا الخطاب القدسي ، وهو بعد النبيّ الذي اختاره الله لهداية قومه وتزكيتهم والأخذ بأيديهم إلى سبيل الهدىٰ والرشاد ؟!
تصف التوراة أنبياء بني إسرائيل بقسوة لا نظير لها :
١ ـ فلما تغلب بنو إسرائيل على المديانيين وسبوا نساءهم وأطفالهم ، أمرهم موسى أن يقتلوا كل ذكر من الأطفال ، وكل امرأة ثيّب ! وأما صغار النساء اللواتي لم يقربهن رجل فإنهن يبقين حيّات لهم وقد كنّ اثنين وثلاثين ألفاً ! (٢)
ترىٰ كم قتل موسىٰ من الأطفال والنساء في حكم واحد ؟ ولأي ذنب أجرىٰ عليهم هذا الحكم ؟
٢ ـ ومثل هذا صنعه موسىٰ ( بزعم التوراة ) عند استيلائه على الأموريين ، وعند الاستيلاء على مملكة عوج !
٣ ـ تزعم التوراة أن الله أمر بني إسرائيل أن يحرّموا مدن الحيثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين واليبوسيين ، ولا يبقوا منها نسمة أصلاً ، من
_______________________
(١) مزامير داود ـ المزمور ١١٩.
(٢) سفر العدد ـ الفصل ٣١.