البشر أو من البهائم !
وهذا ما صنعه يوشع بن نون ـ بحسب التوراة ـ في حروبه ، حتى كان عدد المقتولين بأمره من هذه المدن يعد بمئات الألوف ! (١)
فهل كانت التوراة تنقل في هذه الأخبار سير الأنبياء وشريعة السماء ، أم انها كانت ترسم النزعة الاسرائيلية في الابادة والافناء ، المنبعثة من حقد متجذّر على سائر بني الانسان ، والذي كان مصدراً لاعتقادهم الهابط بأنهم شعب الله المختار الذي له أن يملك مصائر شعوب الدنيا ويتحكم بها ؟!
انها النزعة الاسرائيلية العنصرية بلا شك ، صوّرت على أنها شريعة السماء وفعل الأنبياء لكي يتدين بها اليهودي ، ولا يجد رادعاً أمام تهتكه بقيم الانسانية وكرامة وحقوق الانسان ، هذه المبادئ التي عاشت عليها الصهيونية المعاصرة وأقامت بواسطتها دولتها اللقيطة ، مع ملاحظة أن الأكثر تديناً منهم « اليمين المتطرّف » هو الفصيل الأكثر تعصباً لهذه المبادئ الهمجية والأخلاق الوحشية.
انه الخلق الاسرائيلي القديم الذي تشهد عليه التوراة وتؤصله ، والذي وجدت فيه الصهيونية المعاصرة مادتها ومرجعها الروحي والقومي.
إن أمة تحيىٰ بمثل هذه المبادئ والأخلاق الوحشية حرية بأن تتلقىٰ عقوبتها على أيدي أمم الأرض ، حتى تستفيق من سكرة طغيانها.
في الوقت الذي تطيل التوراة الحديث حول الشجرة ، وبهذه اللغة التي
_______________________
(١) سفر التثنية ـ الفصل ٢ وفصل ٢٠ ، وسفر يوشع.