اكتسبناها من هذه الظاهرات.
تنزل البويضة لتعشش في التجويف الرحمي بعد أن تخصب ، وذلك مايسمى بتعشش البويضة. ويسمى القرآن الرحم الذي تتخذ فيه البويضة مكاناً. ( ... وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ... ) (١).
ويتحقق استقرار البويضة بالرحم بواسطة امتدادات حقيقية ، وكما لو كانت بذوراً تضرب في الأرض ، فإنها تنهل من جدار العضو ما يلزم لنمو الجنين. وهذه الامتدادات هي التي تجعل البويضة تتعلق بالرحم. ويرجع تاريخ معرفتها إلى العصور الحديثة.
ويشير القرآن خمس مرات إلى هذا التعلق : أولاً في الآيتين :
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ) (٢).
علق : تشير الكلمة إلى ما يعلق (ما يتشبث بشيء). ذلك هو المعنى الأول. وجلطة الدم معنى مشتق من هذا المعنى ، وكثيراً ما نراه في التفاسير ، غير أن هذا أمر غير صحيح ينبغي التحذير منه : فالإنسان لايمر مطلقاً بمرحلة جلطة الدم. وينطبق نفس الأمر على تفسير آخر وهو « التصاق ». تلك لفظة غير صحيحة. والمعنى الأول للكلمة ، أي شيء يعلق ويتشبث ، هو المعنى الذي يستجيب تماماً للواقع الثابت اليوم.
ويذكر القرآن تلك المعلومة في أربع آيات أخرى تتحدث عن التحولات
_______________________
(١) سورة الحج : ٢٢ / ٥.
(٢) سورة العلق : ٩٦ / ١ ـ ٢.