عندما قال : « ...
الوصية الاولى من بين كل الوصايا هي : اسمعوا يا بني اسرائيل إن الرب إلهنا هو إله واحد» (مرقص ١٢ : ٢٩).
وعندما بعث محمد صلىاللهعليهوآله بعد ستمائة سنة من
رحيل المسيح فإنّه جاء بنفس الرسالة مرة أخرى عندما قال :
(
وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ... ) .
والمسيحية قد انحرفت عن عقيدة توحيد
الله ، على أية حال ، في مذهبها المُبهم والغامض ، وهو مذهب التثليث. كيف يكون الله واحداً عندما يُضاف عيسىٰ وروح القدس إلى الصورة ؟
وبالرغم من أن هذا المبدأ ـ التثليث ـ لم
يُوضع رسمياً من قبل بولص ، إلّا أنه ليس هناك شك بأن هذا المذهب لم يكن بعيداً عن تفكيره ، فإذا كان قد صنع من عيسىٰ ابناً إلهيّاً ، فإنّ من المنطق أن الحاجة تدعو إلى أبٍ إلهي.
كما دعت الضرورة لوضع الترتيبات لأخذ روح القدس في الحسبان ، والذي كان بولص يعتقد أنه الواسطة لجلب وحي الله إلى الانسان .
وجوهرياً فإنّ بولص سمى المكونات
الاساسية ـ للتثليث ـ ولكن الكنيسة لم تضع المذهب بصورته النهائية إلّا في القرن الرابع للميلاد. وكما هي الحال مع عقائد أخرى اقترحها بولص للمسيحية فإن مبدأ التثليث الالهي هو أيضاً له جذور في العقائد الوثنية ، فإن عبادة النمرود ، التي بدأت في بابل ،
_______________________