وحي إلهي ، وهو يشهد
بصراحة على اليهود بتحريفهم للتوراة ، فيقول : « ووحي الله لا تذكروا بعد ، لأن وحي الله للرجل كلامه ، وقد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود ، إلهنا
» .
ويقول أيضاً نافياً مزاعم اليهود بأنهم
يحتفظون بالتوراة ، ومصرحاً بنسبتها الى الكتبة الكذابين ، ما نصه : «كيف تقولون حكماء نحن ، وتوراة الله معنا ! لكن هُوَ ذا للكذب عملها فلم كذب الكتبة » .
وليس كلام أكثر صراحة من هذا على أن
نصوصاً غير قليلة في هذه التوراة منتحلة ، وضعها كتبة كذابون.. وفي هذا الكلام شهادة دينية تاريخية. فهو كلام النبي عليهالسلام
، الذي يشهد في عصره على ما وقع في العصور السالفة وعلى التوراة التي يراها عند أبناء قومه.
٢ ـ نموذج من المنتحل : ومن أبرز نماذج
الوضع في التوراة الفصل الخاص بقصة وفاة موسىٰ عليهالسلام
ومدفنه ومناحة بني إسرائيل عليه ثلاثين يوماً ! فإذا كانت التوراة
وحي الله الى موسىٰ ، فمن كتب هذا الفصل الذي يتحدث عن وفاة موسىٰ ودفنه وما جرىٰ بعده على بني اسرائيل ؟ هل أملاه موسىٰ عليهم بعد موته ؟ انه شيء من أخبار بني إسرائيل وتاريخهم ، فينبغي أن يوضع في أسفار العهد القديم ، لا في أهل التوراة التي هي وحي الله إلى موسىٰ
عليهالسلام.
_______________________