ولكن يبقى أن نشير الى أن تشريع المتعة اذا كان في المدينة ؛ فهذه الرواية انما تصح على قول الواقدي وغيره ، من أن ولادة ابن الزبير كانت في السنة الثانية للهجرة ، (١) مع كون تشريع المتعة في أوائل الهجرة.
ويرى العلامة الطباطبائي : أن « من المعلوم بالضرورة : أن التمتع كان معمولا به في مكة قبل الهجرة في الجملة ، وكذا في المدينة بعد الهجرة في الجملة. » (٢) ولعل ملاحظة أقوال القائلين بالتحريم تؤيد هذا المعنى ، سيما تلك الرواية القائلة بأن تشريع المتعة انما كان في أول الاسلام.
وبعض الروايات تقول : ان حواراً حول المتعتين قد جرى بين ابن عباس ، وبين عروة ابن الزبير ، وفيه يتعجب ابن عباس من أنه يحدثه عن عن رسول الله ص الذي أحلهما ، ويحدثه عروة عن غيره .. (٣) والرواية لا
__________________
(١) الاصابة ج ٢ ص ٣٠٩ ، الاستيعاب هامش الاصابة ج ٢ ص ٣٠١ ، تهذيب التهذيب ج ٥ ص ٢١٣.
(٢) الميزان ج ١٥ ص ١٤.
(٣) منتخب كنز العمال ، هامش مسند أحمد ج ٦ ص ٤٠٤ ، ومسند أحمد ج ١ ص ٣٣٧ ، وزاد المعاد لابن القيم ج ١ ص ٢١٣ ، وجامع بيان العلم ج ٢ ص ٢٣٩ ، والغدير ج ٦ ص ٢٠٨ عنهما وعن : مختصر جامع بيان العلم ص ٢٢٦ ، وتذكرة الحفاظ للذهبى ج ٣ ص ٥٣.