أيها الناس تذكرون عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو رجل ضعيف وليس بصاحب أمة محمد الضعيف .
وأما ما يذكر الناس عن عبد الله بن الزبير فانه منافق شق عصا المسلمين . وليس بصاحب محمد المنافق .
وأما مروان فوالله ما كان في الاسلام صدع قط إلا وكان مروان ممن يشعب ذلك الصدع . . وهو الذي قاتل علي بن أبي طالب يوم الجمل » .
إن هذه القصة تحمل في ثناياها جملة أمور تستوقف الباحثين . فقد لفق موضوع القنديل المعلق في السماء للتعبير عن أمر الخلافة منوط بالله وأن خليفة المسلمين هو نور الله في الأرض ليربط هذا الأمر ـ بعد ذلك ـ بمروان بن الحكم إيهاما للبسطاء والسذج من المسلمين .
وقد اتهم منافسو مروان بتهم شتى من شأنها ـ بنظر واضع القصة ـ أن تبعدهم عن تسنم خلافة المسلمين . فعبد الله بن عمر ضعيف ـ وليس بصاحب أمة محمد الضعيف ـ في حين أن عثمان بن عفان كان ، بنظر الأمويين أنفسهم (١) ، ضعيفاً .
ووصف واضع القصة عبد الله بن الزبير بالنفاق وأنه شق عصا المسلمين ، وليس بصاحب أمة محمد المنافق ـ في حين أن زبير ( أبا عبد الله ) وطلحة ومعاوية وآخرين كثيرين قد شقوا عصا المسلمين بخروجهم على الامام علي بن أبي طالب .
أما مروان بن الحكم فلم يكن « برأي واضع القصة » في الاسلام صدع قط
__________________
١ ـ خطب عبد الملك بن مروان يوماً فقال : « لست بالخليفة المستضعف ـ يعني عثمان ـ ولا بالخليفة المداهن ـ يعني معاوية ـ ولا بالخليفة المأفون ـ يعني يزيد » ابن الاثير : الكامل في التاريخ ٤ / ٤١ .