واختفى القائلون
بالحق وراء سحب المطاردة والاضطهاد ، فأصبح المطالبون بحقوقهم التي ضمنها لهم الإسلام « زنادقة » و « ملحدين » و « ورفضة » وصار الوصوليون المنافقون أصحاب الخطوة والكلمة النافذة .
ذكر الزبير بن بكار
في « الموفقيات » عن المغيرة بن شعبة أنه قال : قال لي عمر بن الخطاب يوما يا مغيرة هل أبصرت بعينك العوراء منذ اصيبت ؟ قلت لا . قال : أما والله ليعورن بنو أمية الاسلام كما أعورت عينك هذه . ثم ليعمينه حتى لا يدري أين يذهب ولا أين يجيء . .
ورى : « إن يزيد بن
معاوية قال لمعاوية ـ يوم بويع له عهده فجعل الناس يمدحونه ويطرونه ـ يا أمير المؤمنين ما ندري أنخدع الناس أم يخدعوننا ! ! ! فقال له معاوية : كل من أردت خديعته فتخادع لك حتى تبلغ منه حاجتك فقد خدعته » .
ورحم الله عمر بن عبد
العزيز حين نظر إلى « ولاة » المسلمين في بعض الأيام فقال :
الوليد بالشام
والحجاج بالعراق وقدة بن شريك بمصر وعثمان بن يوسف باليمن امتلات الأرض والله جورا » .
ومن الغريب أن يستولى
الأمويون على خلافة رسول الله ويستأثروا بها دون سائر المسلمين والعرب وأن يتلقفوها كالكرة واحدا بعد الآخر منذ مصرع رابع الخلفاء الراشدين دون أن يكون لهم أدنى حق في ذلك .
فهل يرشحهم كرههم
للنبي وسعيهم لقتله وتعذيب اتباعه لتسنم أمرة المسلمين ؟
__________________