الأمويون والعقيدة الإسلامية
لقد مر بنا وصف موجز للصراع بين الأمويين ومبادىء الإسلام في حياة الرسول . ونود أن ننتقل إلى البحث في ذلك الصراع « بين الامويين ومبادىء الإسلام » ـ باجلى أشكاله ـ في محاربتهم علي بن أبي طالب أثناء خلافته ، وفي اغتصابهم أمرة المسلمين . وكان قائدهم ـ آنذاك ـ معاوية نجل أبي سفيان قائد الأمويين في حربهم مع النبي .
وإذا كان الفشل قد كتب للأمويين في صراعهم مع النبي ـ لاعتصامهم بالأوثان بشكل سافر ـ فإن القضاء لم يكن في متناول ابن أبي طالب لتقمصهم ـ في الظاهر ـ رداء الإسلام الفضفاض .
ومهما يكن من الأمر فإن غدر الأمويين بعلي ـ تحت زعامة معاوية ـ قد أصاب روح الإسلام قبل أن يصيب أبا تراب . فقد انفسخ باغتيال الإمام المجال واسعاً امام قوى الشر التي حبسها علي في نطاق ضيق من خشية الله ومبادىء الدين الحنيف . فتلاشت من القلوب حرارة الإيمان التي كانت تجمع بين قلب الخليفة الكبير وقلوب رعاياه .
واستهان الولاة والحكام بتطبيق مبادىء الدين على شئون الحياة .
وعمدوا إلى إسكات الجماهير بوسائل فاسدة من الرشوة والملاينة أو الارهاب والتجويع . فذوي روح الإسلام وانطوت مبادؤه على نفسها بدلا من أن تسير في طريق التوسع والانتشار .
وكانت حصيلة ذلك الانتشار التدمر والالحاد في جسم المجتمع العربي الإسلامي ، وتدني المستويات الخلقية الرفيعة بين الحكام والمحكومين على السواء .
فبرز : الاستهتار « والظلم ، والخروج على القرآن وتعاليم الرسول من جهة الحاكمين ، والملق والمداهنة والانقياد من جهة الرعايا .