ذلك ما يتصل بإيذاء الأمويين
للرسول عن طريق إيذائهم لأتباعه .
ولما رأى الأمويون أن
تعذيب أولئك الاتباع لم يزدهم إلا تعلقاً بالإسلام ونبيه وأن رسول الله سائر في نهجه ـ على الرغم من مقاومتهم له واعتدائهم على اتباعه فكر رؤساؤهم بأسلوب جديد للحد من نشاطه . فقابل وفد منهم مكون من :
عتبة ـ أبي هند أم
معاوية ـ وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس ، وأبي سفيان ابن حرب بن أمية أبا طالب ـ عم النبي ـ ورجوه أن يطلب إلى ابن أخيه أن يكف عن عيب آلهتهم .
غير أن أبا طالب لم
يصغ إلى شكواهم فسند ابن أخيه وشجعه على المضى في رسالته . فلجأ الأمويون إلى أسلوب جديد في إيذاء الرسول فوصفوه بالسحر ، والجنون عند من يقدم إلى مكة لصدهم عن الإيمان برسالته . فلم يجدهم ذلك نفعاً . فانتدبوا جماعة منهم لمجاهرته بالعداوة والإيذاء ـ وفي مقدمتهم :
عتبة وشيبة إبنا
ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبو سفيان ، والحكم بن أبي العاص ، والعاص بن وائل السهمي ـ أبو عمرو ـ وإبنا عمه نبيه ومنبه . فاستهزأ هؤلاء بالرسول وازدروا به واسمعوه الكلام القارص ، وأروه المعاملة الخشنة .
وكان الحكم بن أبي العاص
ـ أبو مروان ـ من أكثرهم إيذاء للرسول واستهزاء به واعتداء عليه الأمر الذي اضطر النبي ـ بعد ذلك ـ إلى نفيه وأولاده إلى الطائف .
ولم يقتصر إيذاء الأمويين
للرسول على الرجال بل تعداه للنساء وفي مقدمتهن أم جميل حمالة الحطب . غير أن ذلك كل لم يجدهم نفعاً . فعمدوا
إلى مقاطعة
__________________