وقد نسى السادة : اسحق وأخواه ـ موقف أبيهم طلحة من إمام زمانه ونكثة البيعة وخروجه إلى البصرة مع جمل السيدة عائشة أم المؤمنين .
كما نسى المنذر موقف أبيه الزبير .
وهذا من مفارقات التاريخ الإسلامي المملوء بالمفارقات . . .
٧ ـ نقض العهد
وهو موبقة من أبشع الموبقات التي حاربها الإسلام لما يترتب عليها من فقدان الثقة بين الناس ومن نتائج مادية ومعنوية على جانب كبير من الوخامة والضرر .
وتتجسم بشاعته إذا صدر من صاحب النفوذ ـ فكيف به إذا كان « أميرا » للمؤمنين ! ! ولهذه الموبقة علاقة وثقى بالموبقات التي ذكرناها .
جاء في سورة الإسراء : « وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا . »
وذكر البخاري : بأسانيده المختلفة (١) عن حذيفة بن اليمان أنه « قال : ما منعني أن أشهد بدرا ، إلا أني خرجت أنا وأبي حيل . فأخذنا كفار قريش . فقالوا : إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده . نريد المدينة . فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه . فأتينا رسول الله فأخبرناه الخبر . فقال : إنصرفا . نفى لهم بعهدهم ونستعين الله عز وجل . »
وقد ضرب الرسول للمسلمين أسمى مثل في المحافظة على العهد في القضية المذكورة . فقد أمر هذين الرجلين ـ اللذين ساقهما تفادى ما لا تحمد عقباه أن يعطيا ميثاقا للكفار بعدم الإلتحاق بالنبي ـ بالمحافظة على ذلك الميثاق ـ للكفار الذين لا مواثيق عندهم ـ .
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٢ / ٨٩ .