وقال : أيضاً في قصيدة أخرى يحث الوليد على جعل ولاية العهد لأبنه عبد العزيز :
فزحلقها بأزملها إليه |
|
أمير المؤمنين إذا تشاء |
فان الناس قدموا إليه |
|
أكفهم وقد برح الخفاء |
ولو قد بايعوه ولي عهد |
|
لقام الوزن واعتدل البناء |
غير أن إخفاق الوليد في مسعاه قد جعل الأمر ينتقل بعد وفاته إلى أخيه سليمان وبذلك أصبح موقف الذين ألبوا الوليد على خلع سليمان حرجا .
ولعل محاولة « الخليفة » الجديد الإنتقام لنفسه من هؤلاء وسعى قتيبة بن مسلم الباهي إلى تدارك الموقف تبين لنا الغدر الأموي بإحدى صوره البشعة .
وإلى القارىء ملخصها : عندما علم قتيبة بتسلم سليمان مقاليد الحكم الأموي كتب إليه كتاباً « يهنئه ويعزيه على الوليد ويعلمه بلاءه وطاعته لعبد الملك والوليد وأنه على مثل ما كان لهما من الطاعة والنصيحة إن لم يعزله عن خراسان .
وكتب إليه كتاباً آخر يعلمه فيه فتوحه ونكايته وعظم قدره عند ملوك العجم . .
وكتب إليه كتاباً ثالثاً فيه خلعه . وبعث بالكتب الثلاثة مع رجل من باهلة .
وقال له : إدفع إليه هذا الكتاب . فإن كان يزيد بن المهلب حاضراً فقرأه سليمان ثم ألقاه إليه فأدفع إليه هذا الكتاب فإن قرأه وألقاه إلى يزيد فأدفع إليه هذا الكتاب .
فإن قرأ الأول ولم يدفعه إلى يزيد فأحتبس الكتابين الآخرين . . .
فلما قدم رسول قتيبة
فدخل على سليمان وعنده يزيد بن المهلب . فدفع إليه الكتاب فقرأه ثم ألقاه إلى يزيد . فدفع إليه كتاباً آخر . فقرأه ثم رمى به إلى