ولا العرف ، ولا الذوق الإنساني الرفيع .
ترى لماذا قتل عبد الملك ابن عمه بذلك الشكل الغادر ؟ لكي يحافظ على الخلافة الإسلامية التي انتهك حرمتها أبوه من قبله ؟
لماذا صلى وهو متلبس بجريمة التهيؤ للقتل ؟
أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ؟
هل تنسجم الصلاة مع قتل النفس التي حرم الله ؟
ثم لماذا نثرت الدراهم على الناس مع رأس القتيل ؟ للإمعان في إفساد أخلاق الناس ؟
هل يجيز الإسلام أن يعمل « الخليفة » على إفساد أخلاق المسلمين ؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تسوقنا إلى القول بأننا أمام تصرفات خلقية جاهلية وثنية حاربها الإسلام وتعهدها الأمويون بالرعاية والتنشيط .
ولعل أطرف قصص الغدر وما يرافقه من التواء في الخلق عند الأمويين قصة الوليد بن عبد الملك عندما أراد خلع أخيه سليمان من ولاية العهد وتحويلها لولده عبد العزيز « بعد أن أغراه على ذلك ـ ووافقه عليه ـ جملة أشخاص من المتنفذين وفي مقدمتهم الشاعر جرير وقتيبة بن مسلم الباهلي وإلى خراسان والحجاج بن يوسف الثقفي وإلى العراق » .
ومن أطرف ما نظمه جرير في هذا الصدد ـ قوله :
إذا قيل أي الناس خير خليفة |
|
أشارت إلى عبد العزيز الأصابع |
رأوه أحق الناس كلهم بها |
|
ـ وما ظلموا ـ فبايعوه وسارعوا (١) |
__________________
١ ـ الطبري : تاريخ الأمم والملوك ٨ / ٩٧ .