يرحمك الله . فأجلسه معه على السرير . . وجعل يحدثه طويلا ثم قال : « يا غلام خذ السيف عنه » . فقال عمرو : أنا لله ـ يا أمير المؤمنين ـ فقال عبد الملك أو تطمع أن تجلس معي متقلدا سيفك ! ! فأخذ السيف عنه . ثم تحدثا . فأخرج عبد الملك من تحت فراشه جامعة فطرحها أمامه . ثم قال يا غلام قم فاجمعه فيها . فقام الغلام فجمعه فيها .
فقال عمرو اذكرك الله ـ يا أمير المؤمنين ـ أن تخرجني فيها على رؤوس للناس .
فقال عبد الملك أمكراً يا أبا أمية عند الموت ! ! ثم اجتذبه إجتذابة أصاب فمه فكسر ثنيته . فقال عمرو أغدرا يا ابن الزرقاء ! ! ـ . . وأذن مؤذن العصر .
فخرج عبد الملك ليصلي بالناس ، وأمر عبد العزيز بن مروان أن يقتل عمروا . . وصلى عبد الملك . . . ورجع فوجد عمرا حيا . فقال ـ لعبد العزيز ـ ما منعك من أن تقتله ؟ قال : إنه ناشدني الله والرحم فرفقت به .
فقال له عبد الملك أخزى الله أمك البواله على عقبها . . . ثم إن عبد الملك قال يا غلام أئتني بالحرية . فأتاه بها . فهزها . ثم طعنه بها . . . وجلس على صدره فذبحه . . .
انتفض عبد الملك رعدة . . . فحمل عبد الملك عن صدره ووضع على سريره . . .
وجاء عبد الرحمن بن أم حكيم الثقفي فرفع إليه الرأس فألقاه في الناس .
وقام عبد العزيز بن مروان فأخذ الأموال في البدور فجعل يلقيها إلى الناس . فلما نظر الناس إلى الأموال ورأوا الرأس إنتهبوا الأموال وتفرقوا . »
تلك هي مأساة الأشدق
. ولا بد أن القارىء قد لاحظ معنا جملة أمور قام بها عبد الملك بن مروان « خليفة » للمسلمين وابن « خليفتهم » ـ لا يجيزها الدين