لقد مر بنا القول بأن صفة الغدر كانت متفشية بين الأمويين من النساء والرجال على السواء وبقدر ما يتعلق الأمر ، بالغدر عند النساء الأمويات يمكننا أن نقول :
لقد غدرت أم خالد ـ ابنة أبي هشام ـ أرملة يزيد بن معاوية بزوجها مروان بن الحكم فخنقته بالوسادة حتى قتلته . وتفصيل ذلك على ما رواه الطبري (١) :
إن معاوية بن يزيد « عندما حضرته الوفاة أبي أن يستخلف أحداً . وكان حسان بن مالك بن بحدل ـ خال يزيد بن معاوية ـ يريد أن يجعل الأمر ، بعد معاوية بن يزيد ، لأخيه : خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان .
وكان خالد صغيراً . فبايع لمروان بن الحكم على أن يجعل الأمر من بعده لخالد . فلما بايع لمروان وبايعه أهل الشام قيل لمروان تزوج أم خالد حتى تصغر شأنه فلا يطلب الخلافة . فتزوجها . فدخل خالد يوماً على مروان وعنده جماعة كثيرة .
فقال مروان لخالد تعال يا ابن الرطبة الإست ـ يقصر به ليسقطه من أعين أهل الشام ـ فرجع خالد إلى أمه فأخبرها . فقالت له : أنا أكفيكه . . .
ثم أن مروان نام عندها فغطته بالوسادة حتى قتلته . » ويحدثنا الطبري كذلك (٢) عن منشأ العداوة بين عبد الملك بن مروان وعمرو بن سعيد الأشدق ـ الذي سنذكره عند التحدث عن الغدر عند الأمويين من الرجال ، فيغزو . إلى حقد قديم منطو على الغدر الذي اتصفت به أم مروان بن الحكم .
__________________
١ ـ تاريخ الأمم والملوك ٧ / ٨٣ ـ ٨٤ .
٢ ـ المصدر نفسه : ٧ / ١٨٠ .