أبي عن أبيه ، فقال لو لم ترث إلا هذا الصوت لكان أبو لهب قد ورثكم خيراً كثيراً .
فقال يا أمير المؤمنين إن أبا لهب مات كافرا مؤذيا لرسول الله .
فقال قد أعلم ما تقول ، ولكن دخلتني له رقة إذ كان مجيد الغناء . ووصله وكساه ورده إلى بلده مكرما . . .
واعتلت حبابة فأقام يزيد أياما لا يظهر الناس . ثم ماتت فأقام أياما لا يدفنها جزعا عليها . . . فقيل له إن الناس يتحدثون بجزعك وأن الخلافة تجل عن ذلك . فدفنها وأقام على قبرها فقال :
فإن تسل عنك النفس أو تدع الهوى |
|
فباليأس تسلوا النفس لا بالتجلد |
ثم أقام بعدها أياما قلائل ومات . .
وحدث أبو عبد الله محمد بن ابراهيم عن أبيه عن اسحق الموصلي عن أبي الحويرث الثقفي قال : لما ماتت حبابة حزن عليها يزيد بن عبد الملك حزناً شديداً ، وضم إليه جويرية كانت تحدثها فكانت تخدمه . فشملت الجارية يوما :
كفى حزنا للهائم الصب أن يرى |
|
منازل من يهوى معطلة قفرا |
فبكى . . . ولم تزل جويرية معه يتذكر بها حبابة حتى مات . »
وفي معرض التحدث عن الوليد بن يزيد يقول صاحب الأغاني (١) أنه كان « فاسقا خليعا متهما في دينه مرميا بالزندقة . وشاع ذلك من أمره وظهر حتى أنكره الناس فقتل .
وله أشعار تدل على خبثه وكفره . »
__________________
١ ـ الأصبهاني « الأغاني » ٦ / ٩٩ ـ ١٠٦ .