وكان الوليد وليا للعهد أثناء خلافة هشام .
وكان مكرما عنده « حتى طمع هشام في خلعه وعقد العهد لابنه مسلمة . . . فولاه الحج ليظهر فسقه بالحرمين فىسقط . فحج الوليد وظهر منه فعل كثير مذموم . وتشاغل بالمغنين وبالشراب وأمر مولى له فحج بالناس . . .
فدعا هشام الناس إلى خلعه والبيعة لمسلمة ، وكان يكنى أبا شاكر ـ .
وكتب هشام إلى الوليد : إنك ما تدع شيئاً من المنكر إلا أتيته وارتكبته غير متحاش ولا مستتر . فليت شعري ما دينك ؟ . . . فكتب إليه الوليد ـ معرضا بابنه مسلمة ـ
أيها السائل عن ديننا |
|
نحن على دين أبي شاكر |
نشربها صرفا وممزوجة |
|
بالسخن أحياناً وبالفاتر (١) |
ومن طريف ما يرويه (٢) الطبري عن الوليد أثناء توليته الحج ـ كما ذكرنا ـ أنه عندما ولاه هشام الحج في عام ١١٩ هـ حمل « معه كلابا في صناديق . فسقط منها صندوق ـ فيما يذكر علي بن محمد عمن سميت من شيوخه ـ عن البعير وفيه كلب . . .
وحمل الوليد معه قبة عملها على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة . وحمل معه خمراً . وأراد أن ينصب القبة على الكعبة ويجلس فيها . فخوفه أصحابه وقالوا لا نأمن الناس علينا معك . فلم يحركها . »
__________________
١ ـ فغضب هشام على ابنه مسلمة . فأغرى مسلمة شاعرا يمدحه فقال :
أيها السائل عن ديننا |
|
نحن على دين أبي شاكر |
الواهب البزل بارسانها |
|
ليس بزنديق ولا كافر |
٢ ـ تاريخ الأمم والملوك / ٧ / ٢٨٩ .