وذكر اسحق بن ابراهيم الموصلي قال حدثني ابن سلام قال ذكر يزيد قول الشاعر :
صفحنا عن بنى ذهل |
|
وقلنا القوم إخوان |
عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا |
فلما صرح الشر |
|
فأمسى وهو عريان |
مشينا مشية الليث |
|
غدا والليث غضبان |
بضرب فيه توهين |
|
وتخضيع وأقران |
وطعن كفم الزق |
|
وهي والزق ملآن |
وفي الشر منجاة حين لا ينجيك إحسان |
وهو شعر قديم يقال أنه للفند في حرب البسوس . فقال لحبابة غني به بحياتي ! فقالت يا أمير المؤمنين هذا شعر لا أعرف أحدا يغني به إلا الأحول المكي . فقال نعم قد كنت سمعت ابن عائشة يعمل فيه ويترك .
قالت إنما آخذه عن فلان بن أبي لهب وكان حسن الأداء . فوجه يزيد إلى صاحب مكة : إذا أتاك كتابي هذا فادفع إلى فلان بن أبي لهب ألف دينار لنفقه طريقه وأحمله على ما شاء من دواب البريد . ففعل . فلما قدم عليه قال غن بشعر الفند . فغناه فأجاد وأحسن . وقال أعده فأعاده فأجاد وأحسن وأطرب يزيد . فقال له ممن أخذت هذا الغناء ؟ فقال يا أمير المؤمنين أخذته عن أبي ، وأخذه
__________________
= فأهوى يزيد ليطير . فقالت يا أمير المؤمنين لنا بك حاجة . فقال والله لأطيرن . . . وقد قورن موقفه هذا بموقف أبيه عندما خاطب زوجته عاتكة « لما أرادت منعه من الخروج إلى قتال مصعب بن الزبير » قائلا قاتل الله كثير عزة كأنه شاهد هذا حين قال :
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه |
|
حصان عليها نظم در يزينها |
نهته فلما لم تر النهي نافعا |
|
بكت فبكى ـ مما شجاها ـ قطينها |