ذكر المسعودي (١) إنه كان يغلب « على يزيد بن عبد الملك حب جارية يقال لها سلامة القس ، وكانت لسهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري . فاشتراها يزيد بثلاثة آلاف دينار . فأعجب بها وغلبت على أمره .
وفيها يقول عبد الله بن قيس الرقيات :
لقد فتن الدنيا وسلامة القسا |
|
فلم يتركا للقس عقلا ولا نفسا |
فاحتالت أم سعيد العثمانية ـ جدته ـ بشراء جارية يقال لها حبابة ـ قد كان في نفس يزيد بن عبد الملك قديما منها شيء . فغلبت عليه ووهب سلامة لأم سعيد . فعذله مسلمة بن عبد الملك لما عم الناس من الظلم والجور باحتجابه وإقباله على الشرب واللهو . . . فأظهر الاقلاع والندم . فغلظ ذلك على حبابة . فبعث إلى الأحوص الشاعر ومبعد المغني : أنظرا ما أنتما صانعان ! !
فقال الأحوص : في أبيات له :
ألا لا تلمه اليوم إن يتبلدا |
|
فقد غلب المحزون أن يتجلدا |
إذا كنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى |
|
فكن حجرا من بابس الصخر جلدا |
فما العيش إلا ما تلذ وتشتهى |
|
وإن لام فيه ذو الشنان وفندا |
وغناه معبد وأخذته حبابه فلما دخل عليها يزيد قالت ـ يا أمير المؤمنين ـ اسمع مني صوتا واحدا . ثم افعل ما بدا لك . وغنته . فلما فرغت منه جعل يردد قولها :
فما العيش إلا ما تلذ وتشتهى |
|
وعاد بعد ذلك إلى لهوه (٢) |
__________________
١ ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر / ٣ / ١٣١ ـ ١٣٤ .
٢ ـ ومن طريف ما يروى عن يزيد بن عبد الملك أن حبابة غنته يوما :
بين التراقي واللهاة حرارة |
|
|
ما تطئن ولا تسوغ فتبرد |