المشايعين كانوا ـ في عواطفهم ـ مع خصومه قبل إلتحاقهم الظاهر بهم . ولا تخرج عملية الالتحاق تلك عن كونهم حملوا أجسامهم من مكان إلى مكان . والعكس صحيح كذلك .
ولقد أشار الإمام إلى هذا المعنى حين قال : « إني وشيعتي في ميثاقي الله لا يزاد فينا رجل ولا ينقص إلى يوم القيامة (١) .
تذكرنا القصة الآنفة الذكر بقصص أخرى مشابهة من هذا القبيل . لعل أطرفها وأهمها ما تذكره كتب التاريخ والأدب العربي في معرض التحدث عن موقف طائفة من فضليات نساء المسلمين « كن نصرن علياً في صفين » من معاوية ابن أبي سفيان بعد مصرع ابن أبي طالب . قال ابن عبد ربه :
« وفدت سودة ابنة عمارة بن الاشتر الهمدانية على معاوية . . . فقال لها : أنت القائلة لأخيك ـ يوم صفين :
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة |
|
يوم الطعان وملتقى الأفران |
وأنصر علياً والحسين ورهطه |
|
وأقصد لهند وابنها بهوان |
إن الإمام ـ أخا النبي محمد ـ |
|
علم الهدى ومنارة الايمان |
فقد الجيوش وسر أمام لوائه |
|
قدما بأبيض صارم وسنان |
قالت : مات الرأس وبتر الذنب . فدع عنك تذكار ما قد نسى . . . هذا ابن ارطاة قدم بلادي ، وقتل رجالي وأخذ مالي ، فإما عزلته فشكرناك ، وإما لا
__________________
١ ـ ابن أبي الحديد ، ١ / ٣٦٨ . روى ذلك يونس بن أرقم عن زيد بن أرقم عن زيد بن أرقم عن أبي ناجية ـ مولى أم هانيء ـ قال كنت عند علي فأتاه رجل عليه زي السفر . فقال يا أمير المؤمنين إني أتيتك من بلدة ما رأيتك لك بها محباً . قال من أين أتيت ؟ قال من البصرة . قال من البصرة . قال أما انهم لو يستطيعون أن يحبوني لاحبوني . « إني وشيعتي ـ في ميثاق الله ـ لا يزاد فينا رجل ولا ينقص إلى يوم القيامة . »