بالمدلول التصوري للضمير على ما تقدم شرحه بحيث لولاها لم نكن ندع وجود ظهور تصديقي سياقي في التطابق بقطع النظر عن تلك النكتة حتى بلحاظ المدلول الاستعمالي فضلاً عن المدلول الجدي.
ويمكن أن يقرّب مقصود السيّد الشهيد قدسسره بأنّ نفس النكتة التي اقتضت تقييد العام في المقام السابق يمكن الاستفادة منها في هذا المقام ، فإنّ القرينة على التخصيص في المراد الجدي من الضمير يكون صالحاً على الأقل للقرينية على التخصيص في المراد الجدي من المرجع ؛ لأنّ الضمير والمرجع في مرحلة الاستعمال شيء واحد لا شيئان كما ذكرنا ، فإذا كان عمومه أو اطلاقه غير جدي بلحاظ حكم الضمير فلا يكون جدياً بلحاظ حكم المرجع أيضاً ، لأنّه إطلاق أو عموم واحد في مرحلة الاستعمال نظير قوله : أكرم كل العلماء وقلّد كل العلماء ولا يجب التقليد إلاّللعالم الفقيه.
إلاّ انّ هذا البيان كبيان ذوقي وجداني يمكن قبوله ، ولعلّه لهذا عبّر عنه السيد الاستاذ قدسسره بالبيان الذوقي ، وإلاّ أمكن أن يقال بالدقة بأنّ ملاك الظهور في التطابق مع المراد الجدي ليس مجرد الاستعمال وإنّما ملاكه وموضوعه مركب من الاستعمال والسكوت عن بيان زيادة المراد الجدي أو مخالفته مع الاستعمالي ولو بجملة مستقلة. ومن الواضح أنّ الموجود في المقام سكوتان لا سكوت واحد السكوت عن بيان القيد للمراد الجدي من جملة الضمير والسكوت عن بيان القيد للمراد الجدي من جملة الظاهر ، فإذا نصب البيان ولم يسكت عن أحدهما وسكت عن الآخر تمَّ ملاك الظهور في الجدية في أحدهما دون الآخر ، وهذا الكلام لو تمّ جرى في مثال أكرم وقلّد كل العلماء ولا يجب التقليد إلاّللعالم الفقيه أيضاً ، والله الهادي.