وبهذا يعرف وجه الاشكال على صاحب الكفاية في المقام.
ومن هنا قد يتصور لزوم التفصيل ـ كما فعل الميرزا ـ بين موارد الاستخدام في الضمير بارادة المجاز كما في رأيت أسداً وأكرمته وبين باب ارجاع الضمير إلى بعض مدلول العام ، وأوضح منه موارد المطلق حيث لا يلزم أيّة مجازية ومخالفة لاستعمال المرجع في معناه الموضوع له وهو الطبيعة المهملة وافادة التقييد في الضمير بنحو تعدد الدال والمدلول فلا يلزم لا استعمال لفظ المرجع في المعنيين ولا افادة الضمير لمعنى الظاهر.
ولعلّه لهذا خصَّ الميرزا قدسسره باب الاستخدام بما إذا استلزم المجاز ومنع عن اجمال العام في المقام.
وقد يقال في حلّ الاشكال بأنّ الضمير موضوع للدلالة على ما هو المراد الاستعمالي من مرجعه بحده بحيث لابد من وحدة تصورهما الذهني بلا اختلاف وصورة المطلق غير المقيد تصوراً ، وإن لم يلزم منه المجازية ، وهذا هو المراد بالظهور السياقي المدّعى في كلام السيد الشهيد.
وقد يترقّى عن ذلك فيقال : بأنّ الضمير موضوع لمجرد الإشارة الذهنية إلى مرجعه بمعنى عدم تكرار الاستعمال واختصاره فيربط الحكم المجعول على الضمير بمرجعه ابتداءً فقولك : ( أكرم العالم وقلّده ) في قوّة قولك : ( أكرم وقلّد العالم ) ، والصورة الذهنية الواحدة لا تحتمل أكثر من إطلاق واحد أو تقييد واحد ، فلا يمكن أن تكون مطلقة وبلا قيد معه ثبوتاً في طرف المرجع ومقيدة في طرف الضمير إلاّبأن تتعدد الصورة وتتكرر وهو خلف ما افترضناه من عدم دلالة الضمير على المعنى الظاهر أو يستعمل المرجع في المعنيين الطبيعة