استعماله في المرتبة العليا على كل حال.
وجوابه : أنّنا نحسّ وجداناً بصحة الاستثناء على مستوى المدلول التصوري حتى إذا سمعنا اللفظ من جدار ، حيث يعلم بعدم الاستعمال.
وإن شئت قلت : انّ الصورة التي تنتقش من العلماء إلاّزيداً هو صورة استثناء زيد عن جميع العلماء ، أي جميعهم إلاّواحد وهو زيد لا أنّه مجمل مردّد كما إذا قيل علماء إلاّزيد أو إلاّواحد ، فإنّ فيه عناية وركة وعدم ارتباط ، إذ علماء بلا اضافة وبلا تعريف باللام لا يكون تصوراً مما لابد وأن يكون مشتملاً على ذاك الواحد لكي صحّ استثنائه تصوراً ، وهذا بخلاف العلماء إلاّواحد.
٢ ـ دخول كل على الجمع المحلّى لا إشكال في انّه يفيد العموم والاستيعاب الاجزائي وهو فرع شمول المدخول لتمام الأفراد وإلاّ لو كان يصلح أن يراد به بعضهم أي مراتبه الأقل فلا يدل دخول كل إلاّعلى استيعاب أجزاء تلك المرتبة وهو خلف المتبادر منه.
واجيب : بالنقض بالجمع المضاف ، وقد عرفت انّه ليس بنقض.
وبالحلّ : أوّلاً ـ بأنّ هذا يستفاد بملاك اللغوية ودلالة الاقتضاء.
وفيه : انّ العموم مستفاد على مستوى المدلول التصوري ودلالة الاقتضاء دلالة تصديقية ، ولهذا لا تجري في سماع اللفظ من الجدار.
وثانياً ـ انّ الأداة تدل على عموم ما يصلح أن ينطبق عليه المدخول مفرداً كان أو جمعاً وحيث انّ الجمع يصلح أن ينطبق على الجميع والمرتبة العليا سواء بنحو الوضع العام والموضوع له الخاص أو العام فلا محالة بدخول الأداة عليه يستفاد شمول تمام الأفراد.