الحرفي النسبي المضاف إلى كل من المفهومين المستقلين غيرها بلحاظ المفهوم الآخر حيث أنّ الحروف موضوعها لمعانيها النسبية الآلية بنحو الوضع العام والموضوع له الخاص ، فبتعدد الخاص والمعنى المنتسب تتعدد النسبة فيتعدد المعنى الحرفي لا محالة.
ومنه يظهر بطلان ما في المحاضرات من قياس ذلك بالعشرين والطائفتين ونحوها ، فإنّ المادة في تلك الأمثلة كلها مستعملة في معنى واحد لا في معنيين مستقلين.
وقد يقال : انّ حروف التثنية والجمع حيث انها موضوعة للدلالة على المتعدد فيلغى بذلك قيد الوحدة المأخوذة في المادة إذا كانت مفردة فكأنّ المادة الجامعة بين المفرد والمثنى والجمع موضوعة لذات المعنى ، ومع هيئة الافراد موضوعة لها بقيد الوحدة ، ومع التثنية والجمع بلا ذلك القيد فيمكن إرادة المتعدد من المعنيين بأن يكون فرد من هذا وفرد من الآخر.
وفيه : الوحدة والتعدد المفاد بالتنوين وبحروف التثنية والجمع إنّما هي الوحدة والتعدد المصداقي الوجودي لا المفهومي ، فهذا التقريب فيه خلط بين معنيين للوحدة كما هو واضح.
وقد يقال : انّ حروف التثنية والجمع تكون بمثابة تكرار المادة ، فكأنّه قال : ( جئني بعين وعين ) فيمكن أن يراد بأحدهما الباصرة والاخرى الجارية مثلاً.
وفيه : أوّلاً ـ هذا لو سلّم فليس من الاستعمال في أكثر من معنى بل استعمال كل لفظ في معنى واحد.