هذا ، مضافاً إلى ما في هامش الكتاب من انّه لا اشتراك بين المشتقات في جزء مفهومي ، فإنّ مفهوم الذات مفهوم انتزاعي يشار به إلى الوجود الخارجي ، وليس مفهوماً عنوانياً مشتركاً بين العنوانين ، وهذا واضح.
وأمّا مقالة الميرزا قدسسره فالاشكال عليه :
أوّلاً ـ أنّ هذا يؤدي إلى أن يكون العنوانان متباينين في الوجود والحقيقة غاية الأمر قائمان بموضوع واحد هو المكلف مثلاً لكون كل منهما عارضاً عليه وحينئذ لا يصح حمل أحدهما على الآخر كما لا يصحّ حمل أي عرض على آخر وإن اجتمعا في معروض واحد.
وهذا لا اشكال في جوازه وخروجه عن محلّ البحث ، نظير النظر إلى الأجنبية والصلاة أو التكلم في الدار المغصوبة فإنّ التكلّم أو التفكير في الدار المغصوبة ليس غصباً ، وهذا بخلاف الصلاة أو السجود فيها ، فإنّه بنفسه غصب وتصرّف في مال الغير ، لا أنّه فعل ومقولة اخرى مقارنة معه عارضة على المكلّف.
والحاصل : العنوانان امّا أن يكونا صادقين على مقولة واحدة فهذا لا يمكن في العناوين المبدئية عند الميرزا أو يكونان صادقين على مقولتين عارضتين على المكلّف أو يكونان صادقين على مقولتين احداهما عارضة على الاخرى ولا شقّ رابع. والأخير غير معقول ، لأنّ عروض أحد الأعراض المقولية على الاخرى مستحيل بل لابد وأن يكون أحدهما جوهراً ولا جوهر في المقام غير المكلّف بحسب الفرض ، ولو سلّم امكانه فهو كالثاني خارج عن البحث ؛ إذ لا تركيب بينهما ولا يصح حمل أحدهما على الآخر ، فهما كالنظر إلى