ص ٩٧ قوله : ( ٣ ـ الوضع بالاستعمال ... ).
أمّا على مسلك القرن المؤكد فباعتبار تحقق القرن والاقتران الخارجي بالاستعمال كما يتحقق بالوضع بجنبته التكوينية قهراً ، فإذا كان مؤكداً أثر لا محالة في ايجاد العلقة الوضعية والسببية لقانون المنبهات الشرطية فيمكن أن يتوصل بهذا الفعل التكويني إلى ذاك الأمر ، أي الملازمة التصورية النفس الآمرية وهو حقيقة الوضع. وأمّا على التعهّد أو الاعتبار فالاستعمال حقيقته قصد اخطار المعنى خارجاً بذكر اللفظ وحده أو مع القرينة ـ كما في المقام ـ وتحقيق ذلك خارجاً ، وهذا فعل آخر غير فعل التعهّد أو الاعتبار ولا يكون كاشفاً عنه بل لو فرض ارادة المستعمل للاعتبار أو التعهّد أيضاً زائداً على الاستعمال كان لابد وأن يفعله ويأتي بما يدل عليه فيكون من قبيل ضم فعلين وكاشفين أحدهما إلى الآخر ، وهذا وإن كان ممكناً إلاّأنّه ليس من الوضع بالاستعمال دقةً وحقيقة ، بل الوضع حاصل بفعل النفس ، ويكون الاستعمال مجرد مبرز عن ذلك لمن يتعقّل ذلك ويمكنه كشف مثل هذه الامور الاعتبارية أو التعهديّة ، مع انّ الوضع بالاستعمال أبسط من ذلك جزماً ، وهذا بنفسه يكون أقوى شاهد على صحة نظرية القرن لوضوح وقوع الوضع بالاستعمال كثيراً كما في موارد تلقين الطفل بالألفاظ وتعليمه اللغة أو في موارد وضع الاصطلاحات في الفنون والأصناف الخاصة.
ولكن الشهيد الصدر قدسسره ذكر تخريجين بناءً على مسلك الاعتبار لتصوير الوضع بالاستعمال نصرة لصاحب الكفاية.
١ ـ بناءً على ايجادية المعاني الانشائية يقال بأنّ الوضع ينشأ بنفس الاستعمال.