منها ـ انّ لازم ذلك الالتزام بأنّ النهي عن شيء يستلزم وجوب نقيضه على مستوى الحب والبغض الذي هو روح الحكم ؛ إذ لا وجه للتفرقة بين الحب والبغض من هذه الناحية ، ولازم ذلك التسلسل حيث يلزم من بغض الترك حب الفعل من جديد حباً غيرياً وهكذا ، وهذا التسلسل وإن لم يكن محالاً لأنّه ـ كما تقدّم في بحث المقدمة ـ تابع لمقدار لحاظ موضوعه ، إلاّ انّه نعم المنبّه الوجداني على عدم الاستلزام المدعى ، بل القول بالاستلزام المذكور يؤدّي إلى عدم انفكاك محبوب عن مبغوض ، وحب عن بغض ؛ إذ كل محبوب سوف يكون نقيضه مبغوضاً في نفس الوقت ، وكل مبغوض يكون نقيضه محبوباً في نفس الوقت مع وجدانية تباين الحب وانفكاكه عن البغض في عالم النفس وعدم وجود مثل هذا التلازم الدائمي بينهما ، بحيث لا يتصوّر محبوب بلا مبغوض في مورده.
ومنها ـ لزوم ذلك في الأوامر والنواهي غير اللزومية أيضاً فالأمر الاستحبابي بشيء يستلزم كراهة نقيضه وكراهة شيء يستلزم استحباب نقيضه ، وهو أيضاً خلاف الوجدان. ودعوى الاختصاص بالتكاليف اللزومية بلا وجه.
ومنها ـ قياس الحب والبغض بالحسن والقبح والكمال والنقص فإنّ الايثار والاحسان حسن وكمال ، ولكن تركه ليس قبيحاً ومنقصة ، والبخل قبيح ومنقصة ولكن عدمه ليس حسناً وكمالاً وإنّما عدم نقص.
فالحاصل فرق بين الحسن والكمال والقبح والمنقصة ، وكذلك الحب والبغض.
ومنها ـ قياس ذلك بحب الأعيان وبغضها فإنّ من يحب شخصاً ليس معناه انّه