والجواب عنه في الكفاية بالتفضل تارة وبأنّه من باب أشقية وأحمزية فعل ذي المقدمة ، ويمكن الاجابة ثالثاً : باستظهار الثواب على ذلك مستقلاًّ لانطباق عنوان راجح نفسي على المقدمة كالتعظيم للشعائر أو الخشوع والخضوع أو غير ذلك ، ولهذا قد رتب هذا الثواب على كيفيةٍ في المقدمة وهو السير لا على أصله وهذا واضح من ألسنة تلك الروايات فراجع.
ص ٢٣٢ قوله : ( المقام الثاني ـ في امكان التقرب بالأمر الغيري ... ).
المقصود امكان داعوية ومحركية الأمر الغيري مستقلاًّ عن محركية الأمر النفسي بذي المقدمة وقصد التوصل بالمقدمة إلى امتثاله.
ص ٢٣٢ قوله : ( الوجه الثاني ... ).
ما ذكر في الهامش من الاشكال غير وارد ، فإنّ المقصود انّ الوجوب الغيري بناءً على تعلّقه بالحصة الموصلة ليس فيه مزيد محركية مولوية ، لا بلحاظ المتعلق أي فعل ذات المقدمة وحدها ؛ لعدم تعلقه بها بحسب الفرض ، ولا بلحاظ تشديد الارادة المولوية كما في موارد وجوبين نفسيين أو وجوب واحد مؤكّد ، حيث يمكن للمكلّف أن لا ينبعث من الأمر غير المؤكد وإنّما يحرّكه الأمر المؤكّد أو وجود أمرين مولويين ، فإنّ هذا أيضاً غير موجود في المقام حتى عند القائل بوجوب المقدمة ، وهذا هو معنى عدم وجود محركية مستقلّة للوجوب الغيري بناءً على اختصاصه بالحصة الموصلة.
لا يقال : هذا معناه أنّ الأمر الغيري لا يمكن أن يضيف محركيّة وداعوية جديدة أو زائدة على ما للأمر النفسي من المحركية نحو المقدمة ، إلاّ انّه لا ينفي امكان محركيته بدلاً عن الأمر النفسي وفي عرضه ، أي لا ينفي أصل صلاحيته