وقابليته للمحركية ، وبالتالي للمقربية ما لم نضمّ ما سيأتي في الوجه القادم.
فإنّه يقال : بل ينفي ذلك أيضاً ؛ لأنّ محركيّة ومقربية الأمر النفسي ثابتة وفعلية ، فلو فرض أنّ الوجوب الغيري المترشح منه صالح للمقربية والمحركية مستقلاًّ وفي نفسه مع قطع النظر عن الأمر النفسي لزم التعدد ، وبالتالي اشتداد المحركيّة لا محالة وهو خلف ، فالقول بالوجوب الغيري للحصة الموصلة أو عدمه لا يمكن أن يؤثّر شيئاً في عالم المحركيّة المولوية بحكم هذا البرهان.
ص ٢٣٣ قوله : ( الوجه الثالث ... ).
قد يقال : بأنّ المسألة عكسية بمعنى انّ ترتب الثواب فرع امكان المحركية والداعوية فكيف جعلت المحركية متوقفة على ترتب الثواب وهل هذا إلاّدور ، ولهذا نجد في الحلقات انّ السيد الشهيد جعل ترتب الثواب من آثار امكان المحركية والداعوية.
والجواب : انّه لا ترتب في المسألتين بل يمكن أن يقال بترتب الثواب على فعل المقدمة مستقلاًّ ولكن إذا جيىء بها بقصد قربى وهو قصد التوصل وامتثال الأمر النفسي فقط كما قال السيد الخوئي ، فترتب الثواب لا يلازم محركية الأمر الغيري ومقربيته ، وكأنّه وقع خلط بينهما. نعم ملاك المسألتين ومبناهما شيء واحد وهو تحديد ما به الانقياد والطاعة أو المخالفة للمولى أي تشخيص مركز الانقياد والمخالفة فهل هو فعل ذي المقدمة بالخصوص بقصد امتثال الأمر النفسي ، أو كل منه ومن المقدمة مستقلاًّ ، وهذا لا ربط له بمقربية الأمر الغيري.
وقد بيّن بنحوين :
أحدهما ـ انّ ملاك الثواب والعقاب أو الانقياد والعصيان إنّما يكون بقصد