وحيث انّ المطلوب النفسي واحد ، فالتحرك كلّه من أوّله إلى آخره انقياد وتعظيم واحد لا متعدد ، وإن كان متحداً ومنطبقاً على المقدمة والجزء حين الاتيان بهما ، وليست انقيادات متعدّدة ، بل يستحيل ذلك لوحدة المطلوب النفسي وعدم تعدّده.
وعلى هذا الأساس يكون مورد النقض الذي ذكره السيد الخوئي قدسسره يشبه الانقياد في مورد الجهل المركب وعدم اصابة اعتقاد المكلّف بما يعتقد وجوبه للواقع من حيث انّه قد تحقق التحرك لأجل امتثال وتحقيق المطلوب النفسي للمولى بفعل المقدمة أو الجزء منه ، وإن ظهر في الأثناء عدم امكان الوصول إلى فعل المطلوب النفسي أو الكل ، كما إذا ظهر خطأ اعتقاد المكلّف في مورد الاطاعة ، إلاّ انّ هذا الثواب ليس هو ثواب فعل المطلوب النفسي ، بخلاف الانقياد في موارد الجهل المركب الذي ثوابه نفس ثواب الاطاعة ، وهذا روح مقصود السيد الشهيد قدسسره.
ولكن هذا لعلّه يقبله السيد الخوئي قدسسره ، فإنّ المهمّ عنده اثبات تحقق الانقياد والتعظيم الموجب للثواب بفعل المقدمة وصدقه عليه ، من دون تحقق المطلوب النفسي ، ولو كان من جهة كونه انقياداً بلحاظ امتثال المطلوب النفسي بحيث لو كان يتحقق المطلوب النفسي لم يكن انقيادان بل انقياد واحد ، فتمام كلامه انطباق وصدق هذا العنوان الذي هو موضوع للثواب على المقدمة والجزء مع عدم تحقق المطلوب النفسي في الخارج حتى بحسب علم المكلف واعتقاده ، فإنّه يعلم بعدم تحقق المطلوب النفسي بعد ، وهذا بخلاف العقاب ، فإنّه يكون على ترك ذي المقدمة لا المقدمة.