والتعظيم للمولى بفعل المقدّمة بقصد التوصل إلى ذي المقدمة والمطلوب النفسي مما لا اشكال فيه وهو موجب لحسن الثواب أو استحقاقه.
إلاّ انّ الكلام في انّ انقيادية فعل المقدمة ليست بلحاظ فعل المقدمة بل بلحاظ كونه انقياداً لفعل المطلوب النفسي وشروعاً في التوصل إليه من أجل المولى ، فكما أنّ ترك المقدمة بما أنّه مؤدٍّ إلى ترك المطلوب النفسي يكون معصية وقبيحاً كذلك فعل المقدمة أو الجزء بما هو انقياد واطاعة للمطلوب النفسي يكون حسناً وتعظيماً للمولى ، وهذا العنوان ـ الانقياد بلحاظ المطلوب النفسي ـ لا يتعدّد بلحاظ تعدد المقدمة وذي المقدمة أو تعدد الاجزاء وتكثّرها ، وإنّما هو نفسه عندما يتحقق المطلوب النفسي بعد فعل المقدمات والاجزاء ، أي ليس كالكلي والأفراد بل كالكل والجزء ، فلا يكون هناك انقيادان وتعظيمان للمولى ، بل تعظيم وانقياد واحد طويل أو قصير ، شاق أو سهل ، فهو يقتضي إثابة واحدة ـ وإن اختلف حجمها ـ وليس من قبيل اطاعة تكليفين مستقلّين للمولى.
وهذا يشبه ما نقوله في التجري والمعصية والانقياد والطاعة ، من انّ المعيار في استحقاق العقوبة هو الخروج عن زي الرقية والعبودية ، وهي واحدة في التجرّي والمعصية ولا تتعدّد باصابة اعتقاد المكلّف للواقع ، وكذلك استحقاق الثواب إنّما هو للانقياد وتعظيم المولى الذي لا يتعدد باصابة اعتقاد المكلّف للواقع.
ففي المقام الشروع في التحرك لتحقيق المطلوب النفسي للمولى انقياد وتعظيم للمولى بلحاظ تحقيق مطلوبه النفسي لا الغيري ، ولا الجزء بما هو جزء ،