وهذه نقطة مهمة ودقيقة ، وقد تجعل الفرق بين النسبة الانشائية والاخبارية ثابتة حتى في مرحلة التصور ، بمعنى الاستجابة الذاتية التي تحصل باللفظ في احساس الإنسان ، وقد شرحناها سابقاً في تعليقات الجزء الأوّل فراجع.
ومن هنا لا يصح استعمال الجمل والأدوات المتمحّضة للانشاء في مقام الاخبار ، بخلاف الجمل الخبرية فإنّها قابلة للاستعمال في مقام الانشاء لما أشرنا إليه من انّ نفس الحكاية والابراز ربّما يحقق المعنى الانشائي ـ وهو التصدي والتسبب لايجاد ذلك المعنى ـ كما يمكن أن يكون مقام الانشاء قرينة على اللحاظ التسبيبي للجملة الخبرية وجعلها مدخولها ومتعلقاً للتسبيب ، حيث أنّ النسبة الخبرية التصورية صالحة لهذه النظرة التسببية ، فإنّ الانشاء والتسبيب الشعوري لابد وأن يتعلق بالنسب التصورية التامة بين الفعل المرسل إليه وفاعله.
ثمّ إنّ التحليل المذكور هنا للجملة الفعلية من قبل السيد الشهيد قدسسره يختلف عمّا ذكره في الجزء الأوّل ، وما ذكره هناك هو الأدقُّ والأمتن ، فراجع وتأمل.
ص ٥١ قوله : ( الاولى ... ).
التعبير بالدلالة الالتزامية على الارادة غير فني ، فإنّه لو اريد الدلالة التصورية فواضح العدم ، وإن اريد الدلالة التصديقية فهو فرع وجود مدلول تصديقي ، والكلام في المدلول التصوري الوضعي لصيغة الأمر.
ولعلّ المقصود انّ الارسال أو النسبة الارساليّة والطلبية تناسب الارادة وتطابقها لا التعجيز والاستهزاء ، فيكون مقتضى التطابق الذي هو أيضاً ظهور حالي ولكنه ايجابي لا سلبي ـ كما في الوجه الثاني ـ وجود داعي الطلب والارادة ، كما في الحاشية.