المطلوب من الغير. وبهذا يعرف انّ الطلب مباين مع الارادة مفهوماً ومصداقاً.
ثمّ يأتي البحث عن الكلام النفسي وعدمه وهذا هو البحث الكلامي الأوّل ولم يعرف انّ الأشعري يدعي انّه مدلول اللفظ بوجه أصلاً ؛ بل لعل الدلالة عليه دلالة عقلية التزامية عنده مع كون المدلول هو المدلول التصوري أو التصديقي بمعنى قصد الإخبار والحكاية أو الاعتبار أو غير ذلك (١). وهذا بحث كلامي صرف ، ثمّ البحث عن الجبر والاختيار وهو بحث كلامي فلسفي أيضاً.
ونقول بلحاظ البحث الثبوتي الأوّل :
أوّلاً ـ انّ صفات الله سبحانه تنقسم إلى صفات الذات وصفات الفعل ، أي المنتزعة عن العقل ومنها التكلم ، وهذا النوع لا محالة يكون حادثاً لحدوث الفعل نظير الخالقية والرازقية وغيرها ، والميزان في تشخيص ذلك موكول إلى محله من الأبحاث. فلا ملزم لأصل البحث المذكور.
وثانياً ـ وضوح ووجدانية عدم وجود شيء في النفس في موارد الكلام غير التصور والتصديق يمكن أن نسميه بالكلام النفسي ، وكل ما يذكر من الشواهد والمؤيدات شعرية لا محصل لها.
وثالثاً ـ لو فرض وجود شيء فلا اشكال في انّ عنوان الكلام والمتكلمية لا ينتزع إلاّعن الفعل الجارحي المعبر عنه بالنطق بالأصوات والذي تحققه لا يتوقف على شيء أكثر من التلفظ وقصد المعنى ، فأصل هذا البحث لغو لا طائل تحته.
__________________
(١) والشعر المعروف أيضاً لا يقتضي أكثر من ذلك.