أقول : زائداً على ذلك يرد عليه انّ الاستفهام والترجي والطلب معان عرضية ذاتية وليست نسباً أي ليست عين الربط والنسبة كالظرفية والابتدائية وإنّما هي وجودات في نفسها ولكنها عرضية تعرض على النفس كالأعراض الاخرى كالعلم مثلاً والحب والبغض ، ومجرد كونها ذات اضافة وتعلق لا يجعلها نسبة ووجوداً ربطياً كما هو واضح.
فما ذكر في كلمات الأعلام والسيّد الشهيد قدسسره أنّها موضوعة للنسبة الارسالية أو الاستفهامية أو نحو ذلك لا يمكن المساعدة عليه ، وكأنّهم صاروا إلى اختيار ذلك باعتبار تصور انّ كل مدلول غير اسمي لابد وأن يكون نسبياً ، وهو غير تام. والله الهادي للصواب.
ص ٣٠٦ قوله : هيئة الفعل ... الخ.
الذي يخطر بالبال انّ مفاد الجملة الفعلية ليس هو النسبة التصادقية والتي مفادها اتحاد المحمول مع الموضوع أو صدقه فيه بل نسبة اخرى ولنسميها بالنسبة التحققية بمعنى انّ الذهن يتصور منها تحقق الحدث وخروجه إلى الفعلية ومن العدم إلى الوجود والحدوث ـ بأنحائه المختلفة من الحلول أو الصدور أو الوقوع أو غيرها ـ ولا ضير في أن تكون هذه النسبة التحققية كالتصادقية نسبة تامة ـ خلافاً لما في الكتاب ـ إذ ليس المراد أخذ مفهوم التحقق بل واقعه وليس واقعه تحصيصاً في المفهوم بل كالتصادق والصدق أمر مربوط بكيفية افناء المفهوم ولحاظه في خارج الذهن ، فما ورد في الكتاب من انّ النسبة الصدورية لابدّ وأن تكون ناقصة ثمّ التفتيش عن كيفية ذلك كله مما لا مأخذ له.
ثمّ انّ الظاهر انّ هذه النسبة التحققية التامة مفاد هيئة الفعل نفسها فإنّها