ناقصة أو نسبية تامة بالمعنى المتقدم لها.
٢ ـ وظيفة التوجه والتعامل الذهني مع المدرك التصوري من تصديق واذعان به أو استفهام عنه أو ترج أو تمنٍ أو طلب أو الفات ونداء ونحو ذلك ، فإنّ هذه الأعمال والفعاليات الذهنية لحاظية ، أي مفهومة وملحوظة تصوراً من قبل النفس ، لكن لا بلحاظ تصوري مستقل بأن تنطبع صورتها في الذهن ، بل بأن يتحقق واقعها فيه ، فهو حاضر لديه وملتفت إليه بالعلم الحضوري.
وإن شئت قلت : انها من خصائص النسبة التصورية المنطبعة عن الخارج في الذهن أو نحو من وجودها فيه ، والغرض اللغوي يقتضي الوضع بأزائها أيضاً ، فالتجرد عن أدوات الانشاء أو لفظة ( است ) و ( استين ) في اللغات الاخرى موضوعة للدلالة على الفعالية الذهنية الاولى أعني الإخبار عن تحقق النسبة التصادقية وواقعيتها والأدوات الاخرى الانشائية كل منهما موضوعة لواحدة من تلك الفعاليات وهذه الفعاليات بعضها تتعلّق بالنسبة التصورية ـ التصادقية ـ كالاخبار والاستفهام والترجي والتمني ولهذا تدخل عليها ، وبعضها لا تحتاج إلى النسبة التصادقية أو متعلق بالنسبة الفعلية أو المفهوم الافرادي كالنداء والطلب.
ولعلّ هذا هو روح مقصود السيد الشهيد قدسسره فيما سيأتي من انّ الاختلاف راجع إلى وعاء التحقق والطلب والاستفهام ونحوه بقرينة قوله في الذيل ( وإن شئت قلت حصص مختلفة من النسبة التصادقية في الذهن ... ) فالانشائية والاخبارية راجعتان إلى كيفية لحاظ النسبة التصورية في الذهن وكونها في موقع التصديق بها أو الاستفهام عنها أو نحو ذلك.