(
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ).
ولقد ذُکِرَت للعدالة معاني لغوية واصطلاحية
، فقد جاء في کتاب أقرب المواد : ( العدل : الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط
، والقصد في الأمر : ضد الجور ... ) ،
وأما في کتاب غريب القرآن فقد قال فيها : ( العدالة والمعادلة لفظ يقتضي معنى المساواة
، ويستعمل باعتبار المضايفة ... إلى أن قال : فالعدل هو القسط على السواء ، وعلى هذا
روي : بالعدل قامت السموات والأرض ) ، ولکن أحسن ما جاء فيها ، وهو ذلک المعنى الذي
خرج عن مشکاة النور عن أمير المؤمنين فقد قال فيها : « العدل يضع الأمور مواضعها »
، وموضع کل شيء
بحسبه.
وأما المعنى الاصطلاحي فقد قيل فيه ، کما
عن صاحب بداية المعارف : ( ... وظاهره هو اختصاصه بما إذا کان في البين حق ، وإلاّ
فلا مورد له ، فإعطاء الفضل والنعم مع تفضيل بعض على بعض لا ينافي العدالة ، ولا يکون
ظلماً ؛ إذ الذين أنعم عليهم لا حق لهم في التسوية حتى يکون التبعيض بينهم منافياً
للعدالة ، نعم لابد أن يکون التبعيض التفضيل لحکمة ومصلحة ، وهو أمر آخر ... ) ، نعم قد يستعمل العدل بمعنى الحکمة ، وعليه
يکون مرادفاً لها ، ولعل منه قول مولانا أمير المؤمنين : « ولعدله في کلّ ما جرت عليه
صروف قضائه » ،
والتفصيل في هذا الأمر يخرجنا عن هدفنا ، ولم يبقَ إلا أن نبين لکم ما استفدناهُ من
برهان في باب عدله تعالى لإثبات ضرورة المعاد ، وإليک تقريره على أساس المنهج المنطقي
:
ــــــــــــــــ