حتى يحتاج إلى إظهار الصدق ). (١)
وقد أجابه عنه بعض علماء الإمامية بما هذا ملخصه : ( هذه الشبهة کما ترى فيها ضلالات ، منها زعم کون الحشر والمعاد مستلزماً لإعادة المعدوم ، ومنها قياس فعل الله تعالى في أمر الإثابة والعقاب بفعل بعض السلاطين والملوک ، ومنها عدم درک ما هو معنى اللذة والألم ، فتلک الضلالات والجهات هي سدي ولحمة هذه الشبهة ، وأنت خبير بما قدمنا في أوائل الکتاب ـ من أن المعاد هو رجوع الموجودات إلى الله تعالى ـ خبير بأن الشبهة ساقطة من أصلها ، وأن ما يلحق النفوس والعقاب إنما هي أعمالهم ، وهنالک تبلى کل نفس بما أسفلت ، ويومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ، ليروا أعمالهم ، فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره ... ). (٢)
وقد أجاب عنه ملاصدرا من خلال التفريق بين معاني الغرض ، والغاية ، والضروري ، فقال فيه : ( ... وإن لکل حرکة طبيعي غرضاً وغاية ، ولکل عمل جزاء ولازم ( ولکل امرئ ما نوى ) (٣) وآلة الآخرة والدنيا واحدة ، ليس فعله الخاص إلا العناية والرحمة وإيصال کل حق إلى مستحقه ، وإنّما المثوبات والعقوبات لوازم وثمرات ونتائج وتبعات للعبد من جهة حسنات ، أو اقتراف سيئات ساقها إليه القدر تبعا للقضاء الإلهي. (٤) ولا يخفى على اللبيب أن جواب علماء الإمامية من فقهاء ومتکلمين وفلاسفة ، يستند إلى أساس الاعتقاد بتجسيم الأعمال ، کما صرح بذلک القرآن الکريم والسنة الشريفة ، کما جاء في قوله تعالى : ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ
ــــــــــــــــ
١. محمد محمدي الگيلاني ، کتاب المعاد في الکتاب والسنة ، ص ١٥٠ ـ ١٥٢.
٢. راجع حاشية الحاج هادي السبزواري على الأسفار ، ج ٩ ، ص ٢١٢.
٣. نقلاً عن : وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٣٤ ؛ مقدمات العبادات ؛ وکذا في ، کتاب أمالي الصدوق الشيخ الصدوق ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ؛ کتاب التهذيب ، ج ١ ، ص ٨٤ ، ح ٢١٨ ؛ وفي صحيح مسلم ، ج ٣ ، ص ١٥١٥ ، ح ١٩٧٠ ؛ وفي صحيح البخاري ، ج ١ ، ص ٢ ؛ وفي سنن ابن ماجه ، ج ٢ ، ص ١٤١٣ ، ح ٤٢٢٧ ؛ وفي سنن النسائي ، ج ١ ، ص ٥٩.
٤. صدرالمتألهين ، کتاب الشواهد الربوبية ، المشهد الرابع ، ص ٢٧١ ؛ وکذا في الأسفار ، ج ٩ ، ص ٢١٧.