قائمة الکتاب
في الأمور العامة 21
المعاد الجسماني في القرآن الکريم 71
المعاد الجسماني عند أبي حامد الغزالي 109
المعاد الجسماني عند الخواجة نصير الدين الطوسي 145
المعاد جسماني عند الشيخ الرئيس ابن سينا 179
المقدمة الأولى : المقدمة العقلية في بيان محدودية العقل
١٩٠المعاد الجسماني عند صدر المتألهين الشيرازي 203
المصادر العربية 275
الفارسية 283
إعدادات
المعاد الجسماني
المعاد الجسماني
المؤلف :شاكر عطية الساعدي
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :المركز العالمي للدّراسات الإسلامية
الصفحات :284
تحمیل
على کماله وتواضعه للحق ، وواحدة من هذه الأمور التي امتاز بها أرباب العلم والمعرفة والحکمة ، وکبار الفلاسفة ، هي اعترافهم بمحدودية عقل الإنسان وتحديد قدرته في إدراک الحقائق الواقعية على ما عليها في الواقع الثابت ، ومن أبرز هؤلاء الفلاسفة الکبار الشيخ الرئيس ابن سينا ، فهو على ما عنده من قدرة عقلية في بيان وبرهنة الکثير من المسائل ، إلاّ أنه أظهر عجز عقله عن أدراک کل الحقائق الواقعية ، کما ذکرنا بعض کلماته في بداية هذا البحث ، فإن دلّ هذا الأمر على شيء فإنّما يدل على تواضعه من جهة ، وشجاعته من جهة أخرى ، إذ ليس من السهل أن يصرع رجل کهذا نفسه ، وهي ترى ما عندها من المعلوم کثيرة ، وخير شاهد على ذلک کتابه المعروف بالمباحثات التي أظهر فيها عجز العقل عن إدراک جميع الواقعيات ، بل أکّد فيها محدودية العقل في هذا الأمر ، ولم يخل کتابه الکبير المعروف بکتاب الإشارات من الإشارة إلى هذه الحقيقة ، کما بيّن ذلک في النمط التاسع تحت عنوان مقامات العارفين ، من وجود وسيلة أخرى يمکن للإنسان أن يدرک الواقع الخارجي من خلالها ، تعمل خارج حدود العقل ، وهي الوحي الإلهي ، وإخبار الصادق المصدق المعصوم.
ويجب أن يعلم أن الحکم بمحدودية العقل لم يکن خالياً من الدليل النقلي ، ولکن تکمن أهمية هذه المسألة في طبيعة الاعتراف بها من قبل أصحاب المذهب العقلي في البحث والاستدلال ، فإن هذه الأدلة النقلية تلزم العقل بالعمل في ضمن حدوده ومجال معرفته وإدراکه ، فالعقل يحکم بمقدار دائرته ومجاله الممکن إثباتاً ونفياً ، ولا يحق للعقل أن يثبت أو ينفى شيئاً واقعاً في مجال خارج مجاله ودائرة حکمه وإدراکه ، هذا فيما إذا أخذنا العقل بما هو عقل من دون تدخل العامل الخارجي الذي بإمکانه أن يساعده في إدراک ذلک الأمر الواقع في مجال خارج مجاله ؛ لأن العقل بمساعدة هذا العامل الخارجي يستطيع الحکم إيجاباً وسلباً في تحديد مصير ذلک الأمر المفروض ، وهذا العامل الخارجي تارة يکون محدوداً بحدود معينة ، وإن کانت بالنسبة لحدود العقل أوسع ، ولکنها بالنسبة لعامل آخر فهي محدودة ، فقد