يقولون فيه أنه واجب
الوجود بالغير ، مع تسليمهم بأن ذاته قبل وبعد الوجود تبقى فقيرة ومحتاجة للغير ، ولا
يمکن أن تصبح في يوم من الأيام غنية وواجبة بالذات ، وأما المعدوم المطلق ، لا يمکن
أن يوجد أبداً ، لأن ذاته تقتضي العدم ، فاستحالة ضرورة الوجود ثابتة له بالذات ، فلا
تصل النوبة إلى البحث عن إمکان وجوده وعدمه ، ولا الممکن الموجود ، هل يمکن أن يعدم
أو لا يمکن ذلک ؟ حتى نحتاج إلى البحث عن إمکان إعادته أو عدمه ، فمسألة توقف إمکان
المعاد على جواز إعادة المعدوم في نظر الفيلسوف سالبة بانتفاء الموضوع ، أي أنه لا
موضوع جامع للمسألتين ، ولذا عدها ـ استحالة إعادة المعدوم ـ البعض من الفلاسفة من
الضروريات العقلية ،
وما ذکر فيها من أدلة فهي من باب المنبهات لا من باب الأدلة العقلية عليها ، فتأمل !.
ولکن کيفما کان مادام البعض من المتکلمين
يرونها ممکنة ، وعمدة أدلتهم على إثبات ذلک ، ما سنذکر بعضه إليک وهو :
أقول
: وقد استدل بعض المتکلمين على إمکانها بالأدلة
العقلية والسمعية وهي کما يلي :
أولاً : الأدلة العقلية
ويمکن أن يقال إن عمدة ما ذکره المتکلمون
على جوازها دليلان ، وخلاصتهما کما يلي :
الدليل الأول :
المقدمة
الأولى : أنه لا دليل على امتناع إعادة المعدوم.
ــــــــــــــــ