عليه هو : أن العقلاء
إذا أشاروا إلى المخاطبة أو الإخبار عن أنفسهم فإنهم يشيرون إليه.
وفيه
: إنّ الدليل غير تام ؛ إذ أن المشار إليه
يجب أن يکون واحداً وثابتاً في جميع الحالات ، لا أنه متبدل ومتغير في الحالات اللاحقة
، کما عليه بدن الإنسان المعبر عنه بالهيکل الحسي المشهود ، وعليه فلابد أن يکون المخبر
عنه هو شيء غير الهيکل المحسوس المشاهد.
ويمکننا أن نصوغه على أساس القياس المنطقي
بالشکل التالي :
المقدمة
الأولى : الهيکل المحسوس متبدل.
المقدمة
الثانية : کل متبدل لا يمکن أن يشار إليه.
النتيجة
: أن الهيکل المحسوس لا يمکن أن يشار إليه.
ج)
قول النظام : وقد أشتهر عنه أنه يقول
فيه : ( وهو جسم لطيف داخل في البدن ، سار في أعضائه ، وإذا قطع منه عضو تقلص ما فيه
إلى باقي ذلک الجسم اللطيف ، وإذا قطع بحيث انقطع الجسم مات الإنسان ).
وفيه
: أن الجسم في تبدل وتغير دائم ، فلات وجد
جهة واحدة فيه ما دام هو موضوعاً للتغير والتبدل ، فلا يصلح أن يکون موردا للخطاب الإلهي
في التکاليف ، ونحن نحتاج إلى جهة واحدة مدرکة عالمة لتلک الخطابات الإلهية ، وليس
للجسم هذه الخصوصيات والصفات ، بل عالم المادة دائم الغيبوبة ، والخطاب للحاضر العالم
المدرک ، فضلاً عن وجود لوازم باطلة أخرى.
د)
قول ابن الراوندي : وقد نقل عنه الکثير
: ( أنه هو الجزء الذي لا يتجزأ في القلب ).
ــــــــــــــــ