الاخضر ملكاً فارسياً جليلاً ، واحتفت الجماهير حوله تتطلع.
كان الفضل يتطّلع الى الخليفة السابع كما يتطلّع الصائع الى قلاده ذهبية صاغها قبل قليل ، أو نحات الى تمثال ربّما سيُبعد غداً!
كل شيء يمضي على ما يرام ان طائر السعد قد حطّ على كتفه سوف تسقط الدولة كلّها في قبضته كتفاحة ناضجة.
وفي تلك الليلة وقد مضى شطر من الليل جلس المأمون مجلسه المسائي مع وزيره ذي الرئاستين.
أحضر خادم صندوقاً من خشب الاپنوس ، يحوي بيادق مصنوعة من عاج فيلة هندية.
كان المأمون يراقب الخادم وهو يصفّ الجنود والقلاع والفيلة وقد انتصب الملكان والوزيران استعداداً للمواجهة.
وبدا واضحاً منذ البداية أن الفضل كان يجنب الوزير المواجهة المباشرة ، وكان يكتفي بتحريك بيادقة من فيلة وقلاع والجنود.
سعى المأمون أن تبدو لهجته عادية عندما قال :
ـ هل من أخبار جديدة.