أعاده صوت الحارس الى نفسه :
ـ إنّ أمير المؤمنين ينتظر.
نهض بسرعة لا يريد أن يتأخر ، فالمأمون ينوي الذهاب الى الحمام على التقاليد الفارسية ، وقد تقرّر أن يتخلّى المأمون اليوم عن الزيّ الأسود مستبدلاً اياه بالأخضر وسيكون لهذه الخطوة صداها ليس في مرو بل في البلاد من أقصاها الى أقصاها ؛ وقد يبقى صداها في التاريخ أيضاً!
شعر بالغرور وهو يلقي نظرة على صفّين من الحرس وقفوا كالتماثيل ، سوف يضرب ضربته بهؤلاء الذين لا يعرفون سوى الطاعة .. السمع والطاعة. ان الفشل البرمكي لن يتكرر هذه المرّة ... مرو ليست بغداد.
والفضل بن يحيى ١٧ ليس كالفضل بن سهل ...
في الطريق كان يفكر في المناسبة التي يمكنه أن يثير فيها الحديث عن فكرة المعتزلة في خلق القرآن ١٨ التي بدأت افكارها تهبّ شرقاً وغرباً.
إن الهاء الأمّة بمعارك فكرية يسهل في السيطرة عليها واقتيادها.
غادر المأمون الحمام في موكب مهيب ، وبدا بزيّه