بالعلويين واستبسل رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة.
كانت فاطمة تنظر بأسف وحزن الى مصارع الأحبّة هارون والقاسم وجعفر ، والفضل وبعضاً من أولاد أخوتها .. وكان مشهداً كربلائياً.
وهوت فاطمة الى الأرض الملوّنة بدماء الابرياء .. وعندما فتحت عينيها وجدت نفسها وسط نسوة يذرفن الدموع كانت الشمس قد زالت ، وصوت أذان بعيد ينساب حزيناً مؤثراً .. اشهد أن محمداً رسول الله ...
قالت فاطمة بحزن :
ـ أين أنت يا جدّاه لترى ما حلّ بأبنائك؟!
وعندما أرادت أن تنهض للصلاة لم يقو جسمها النحيل على حمل روح تستعد للرحيل الى عالم بعيد عن ويلات الأرض وشرور الانسان.
هاهي الفتاة التي بلغت من العمر الثامنة والعشرين تقف وحيدة في منتصف الطريق بين « المدينة » و« مرو » .. لا تستطيع العودة ولا تستطيع مواصلة الطريق ...
وها هي الآن تذوي كشمعة في آخر ليلة شتائية طويلة ..