كما أنها لا تطمئن الى هذا الخليفة الذي قتل أخاه بالأمس وارتكب المذابح بحق الابرياء .. ان دماء الذين ثاروا في الكوفة ومكّة لم تجف بعد ..
انها تعرف أخاها .. لقد ودّع المدينة بالدموع ... ان الرسالة إذن تشبه استغاثة يطلقها إنسان مقهور .. انسان يحاول تصحيح مسار التاريخ.
ستبقى ظاهرة الهجرة في حياة البشرية واحدة من أهم الظواهر الانسانية في التاريخ ، وهئذ تبدو مجرّد احتجاج هادئ ضد القهر والظلم فانها تعدّ حدثاً كبيراً وبداية لفصل جديد من حياة الانسان.
في فجر يوم من أخريات صفر وكان القمر في المحاق انطلقت قافلة تضمّ عدداً من العلويين في طليعتهم أخوة الامام الرضا : أحمد ، محمد ، حسين ، وقد بلغ عدد أفراد القافلة وهي تغادر المدينة المنورة ثلاثة آلاف ، وقد ولّت النوق شطرها مدينة البصرة فشيراز ١٢٤ومنها صوب كرمان إذا جرت الرياح بما تشتهي السفن.
ولا أحد يعرف اسباب انتخاب هذه الطريق القاحلة؟!! هل كان إخوة الامام يطمحون الى حشد أكبر عدد ممكن من الرجال